الحادي والخمسون :التميز بالعزائم والطاعات:-
إن التميز في مجال الإيمان عقيدةً صحيحةً ، ومعرفةً جازمةً ، وتأثيراً قوياً يعد- بلا نزاع – أهم المقومات وأولى الأولويات بالنسبة للداعية ، لكي يكون الداعية عظيم الإيمان بالله ، شديد الخوف منه ، صادق التوكل عليه ، دائم المراقبة له ، كثير الإنابة إليه ، لسانه رطب بذكر الله ، وعقله مفكر في ملكوت الله ، وقلبه مستحضر للقاء الله ، مجتهد في الطاعات ، مسابق إلى الخيرات ، صوام بالنهار قوّام بالليل ، مع تحري الإخلاص التام ، وحسن الظن بالله وهذا هو عنوان الفلاح ، وسمت الصلاح ، ومفتاح النجاح ، إذ هو تحقيق لمعنى العبودية الخالصة لله وهي التي تجلب التوفيق من الله فإذا بالداعية مسدد ، إن عمل أجاد ، وإن حكم أصاب ، وإن تكلم أفاد.
ولا يتصور للداعية نجاح وتوفيق ، أو تميز وقبول دون أن يكون حظه من الإيمان عظيماًإذ كيف تدعو الناس إلى أحد و صلاتك به واهية ومعرفتك به قليلة
وهذه الغاية العظمى تتصل أكثر شيء بأعمال القلوب التي تخفى على الناس ولا يعلمها إلا علام الغيوب ، إلا أن آثار ذلك تظهر بوضوح في الأقوال والأفعال ؛
فإن " عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده سبحانه ، بحيث يصير ذكره وحبه ، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته ، فيستولي عليه بدلها ، ويصير الهم كله به ، والخطرات كلها بذكره ، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه ، فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ، ولا ما يفرح به سواه زاد المعاد 2/87
كل ذلك ينعكس على الداعية فتظهر على شخصيته آثار الإيمان الصحيح المتحرك .
الثاني والخمسون:الإحساس بالدعوة :-
إنه لا يمكن أن تنجح أي فكرة مهما كانت ما لم يحس بها صاحبها فالذي يحس بدعوته تخرج كلماته صادقة لأنه يحس بما يدعو إليه ويشعر من داخله مدى أهمية فكرته ولا يهدأ له بال حتى يشعر بها غيره ويؤمن بها حتى قال أحد الدعاة (آمن أنت أولاً بفكرتك 00 آمن بها الى حد الاعتقاد الحار عندئذٍ فقط يؤمن بها الاخرون وإلا فستبقى لفظية خالية من الروح والحياة ) أفراح الروح
والناس يتباينون في همومهم فمن إنسان لا هم له إلا جمع المال والجري وراء الدنيا وقد يظن نفسه داعية إن أمثال هذا إذا اتيته ليقدّم شيئاً للدين أخذ يقلب النظر فيك ويضرب أخماس لأسداس ويفاجئك قائلاً أنا مشغول لديّ أعمال لذلا يقول مالك بن دينار رحمه الله (بقدر ما تحزن على الدنيا يخرج هم الاخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للاخرة يخرج هم الدنيا من قلبك لأنه لا يجتمع في قلب عبد قط حزن بالإخرة وفرح بالدنيا )حياة الصالحين
الثالث والخمسون :الإحساس بالناس :-
عنما يحس الخطيب بدعوته ويعيش بها ويستشعرها في كل لحظه فهذا يعني إحساسه بمن حوله ممن يدعوه وهنا تختلف الحياة بمعانيها عند الخطيب يصفها سيد قطب رحمه الله فيقول (إننا نعيش لانفسنا حياة مضاعفة حين نعيش للاخرين وبقدر ما تضاعف إحساسنا بالأخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
يقول تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) لقمان17
إن التميز في مجال الإيمان عقيدةً صحيحةً ، ومعرفةً جازمةً ، وتأثيراً قوياً يعد- بلا نزاع – أهم المقومات وأولى الأولويات بالنسبة للداعية ، لكي يكون الداعية عظيم الإيمان بالله ، شديد الخوف منه ، صادق التوكل عليه ، دائم المراقبة له ، كثير الإنابة إليه ، لسانه رطب بذكر الله ، وعقله مفكر في ملكوت الله ، وقلبه مستحضر للقاء الله ، مجتهد في الطاعات ، مسابق إلى الخيرات ، صوام بالنهار قوّام بالليل ، مع تحري الإخلاص التام ، وحسن الظن بالله وهذا هو عنوان الفلاح ، وسمت الصلاح ، ومفتاح النجاح ، إذ هو تحقيق لمعنى العبودية الخالصة لله وهي التي تجلب التوفيق من الله فإذا بالداعية مسدد ، إن عمل أجاد ، وإن حكم أصاب ، وإن تكلم أفاد.
ولا يتصور للداعية نجاح وتوفيق ، أو تميز وقبول دون أن يكون حظه من الإيمان عظيماًإذ كيف تدعو الناس إلى أحد و صلاتك به واهية ومعرفتك به قليلة
وهذه الغاية العظمى تتصل أكثر شيء بأعمال القلوب التي تخفى على الناس ولا يعلمها إلا علام الغيوب ، إلا أن آثار ذلك تظهر بوضوح في الأقوال والأفعال ؛
فإن " عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده سبحانه ، بحيث يصير ذكره وحبه ، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته ، فيستولي عليه بدلها ، ويصير الهم كله به ، والخطرات كلها بذكره ، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه ، فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ، ولا ما يفرح به سواه زاد المعاد 2/87
كل ذلك ينعكس على الداعية فتظهر على شخصيته آثار الإيمان الصحيح المتحرك .
الثاني والخمسون:الإحساس بالدعوة :-
إنه لا يمكن أن تنجح أي فكرة مهما كانت ما لم يحس بها صاحبها فالذي يحس بدعوته تخرج كلماته صادقة لأنه يحس بما يدعو إليه ويشعر من داخله مدى أهمية فكرته ولا يهدأ له بال حتى يشعر بها غيره ويؤمن بها حتى قال أحد الدعاة (آمن أنت أولاً بفكرتك 00 آمن بها الى حد الاعتقاد الحار عندئذٍ فقط يؤمن بها الاخرون وإلا فستبقى لفظية خالية من الروح والحياة ) أفراح الروح
والناس يتباينون في همومهم فمن إنسان لا هم له إلا جمع المال والجري وراء الدنيا وقد يظن نفسه داعية إن أمثال هذا إذا اتيته ليقدّم شيئاً للدين أخذ يقلب النظر فيك ويضرب أخماس لأسداس ويفاجئك قائلاً أنا مشغول لديّ أعمال لذلا يقول مالك بن دينار رحمه الله (بقدر ما تحزن على الدنيا يخرج هم الاخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للاخرة يخرج هم الدنيا من قلبك لأنه لا يجتمع في قلب عبد قط حزن بالإخرة وفرح بالدنيا )حياة الصالحين
الثالث والخمسون :الإحساس بالناس :-
عنما يحس الخطيب بدعوته ويعيش بها ويستشعرها في كل لحظه فهذا يعني إحساسه بمن حوله ممن يدعوه وهنا تختلف الحياة بمعانيها عند الخطيب يصفها سيد قطب رحمه الله فيقول (إننا نعيش لانفسنا حياة مضاعفة حين نعيش للاخرين وبقدر ما تضاعف إحساسنا بالأخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
يقول تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) لقمان17