حوار بين السجارة والمداعة

تسلم أخى الغالى والعزيز على قلبى
فى الحقيقه حوار ممتع

السيجارة / أني زينة الشباب وثمني كل يوم يزداد , وكلما زاد ثمني زاد لي الإشتياق, وعيني لا يقدروا على الإبتعاد , فأني لهم بالمرصاد .
المداعة / أنك ماكرة خداعة , ولو عرفوا أضرارك لرموك في البلاعة, أما أني فقد سموني مداعة لأني ملتزمة سلوم الطاعة , فلا يشربوني إلا بعد أن يتعبوا ساعة , وبذلك أساعدهم على القناعة ,
السيجارة / يالها من بشاعه , قلتي كلام لا أحب سماعه , أجبرتيني على المشراعه , نسيتي أني سيدة المولعي , يتيزين بي ويباهى . ويجملني معه بالسيارة , يحملني بجيبه يفضلني على قوته , ويكفيك أن أتباع في كل حارة , ويكفيني من النار شرارة , وحملي أخف من المحاره , وبي يتقوى على أتخاذ قراره .
المداعة / كفى مديح يافاره , وليذكر مننا أسراره ويقول أضراره , ويكون هذا سر بيننا وتمنع إنتشاره , وأكثرنا صدقاً وضرراً تكون له الصدارة , والخاسر يعلن عن فراره – فلتبدئي يا سيجارة .
السيجارة / قرارك حكيم يا مداعة , كلامنا ما نيقلش بالإذاعه , وسأبدأ لك بالحكاية :
فاني مصنوعه من التنباك الفتاك اللذي يقضي على القلب والمرارة , ومن داوم على شربي يتمت صغاره , وإذا مشى ضاق صدره وطلعت بجسمه حراره .
المداعة / أيتها المكارة بأدتي تكشفي عن ما بداخلك من حقارة , وترمي مصائبك في كل حارة – أما أني فحكايتي تختلف عن كل حكاية , فأبث سمومي على كبار السن وعقال الحاره , ولا يقاربني الأطفال ولا أتجول مع الناس بالسيارة , وأمراضي تشبه أمراضك إلا أني أكثر منك فضاعة , فمثلاً أتنقل بين الأفمام كالرضاعة فأنقل من فم هذا أمراضه وأضعها في فم آخر ببراعة , فيتلذذ بي ويجمع أنفاسه فيشفط سُمي حتى تظهر أضلاعه , ومايبقى بأنبوبي كل أمراض ووساخة , أما مائي فله ريحه نفاثة وأنا منها هربانة .
مسكينا من يعشقني , ستتصلب شرايينه , وسيحمل بالنقالة .
السيجارة / قبحتي ما أفضعك , أصبح شربك عندي براعة , وأستغرب ممن يشربك ولك ريحة بلاغة .
أني صناعي خدعوا عشاقي فتعددت الواني وأنواعي وإليك تفاصيل أنواعي فمنها :
- مارالبورو : سعرها باليورو , وشاربها إلى الهلاك يسيرو .
- الكمران : شاربها حيران , يفتكر نفسه من بني علان .
- الروثمان : شاربها ضبحان , ودائماً سرحان , وبالليل سرحان.
- مأرب : شاربها من نفسه هارب , وسعرها لا بأس مناسب .
- سبأ : داء ليس له دواء , شاربها يعتليه الغباء .
- غمدان : شاربها يحك بدنه كالجربان .
- وهناك أنواع أخرى لاتعد ولا تحصى ولها روائح مختلفة , فقد تعدد روائحي وكلها إلى الموت تؤدي , فدخاني سبب رئيس للسرطان وينتشر في كل مكان فيصيب القلب والشريان .
المداعه / بصراحة أنتي أكثر مني براعة , فقد دخلتي قلب الجميع , و كلاً حسب طباعه , ولم تتركي لهم مجال للقناعة , وكل واحد يقول أنا عندي مناعة والدخان حرزي مع والولاعة .
أما أني فقد صغروني وحولوني إلى شيشة , وجعلوني روائحي مثلك عديدة :
- فمنها أبو تفاحة : ريحتها للأنوف فاحه , وشمها يملاً المجلس والساحة .
- ومنها أبو تفاحتين : ريحتها تلصق بالرئتين .
- ومنها الفراولة : وفيها مقولة , من دوام على شربها ينتهي مفعوله .
- ومنها الفواكه : أضرارها أفاكه , تحيك القلب حياكة , ومن يشربها يبتعد عنه ملاكه .
السيجارة / الله يلعنك يامفترية , يامن يستخدموا لش الفواكه المنتهية .
جمعتي لهم سُمين وأخلصتي النية ( السُمين الدخان والمواد المنتهية ) .
أبتعدي عني فأننتي معدية , لن أحاورك بعد اليوم حتى لا تصيبيني بأمراضك المميتة .